القذافي: من العسكر … فالحكم المطلق … الى ثورة الشعب ضده

القذافي: من العسكر … فالحكم المطلق … الى ثورة الشعب ضده

عرب توب – يعد الرئيس الليبي معمر القذافي الذي تطالب الجماهير الليبية بتنحيه حاليا، صاحب أطول حكم في تاريخ ليبيا الحديث، وأقدم حاكم على قيد الحياة، إذ يحكم الأخ القائد – لا يعتبر القذافي نفسه رئيسا بل زعيم ليبيا و قائد الثورة- منذ عام 1969 بعد انقلابه على الملك إدريس السنوسي إبان خدمته العسكرية كملازم في الجيش الليبي، وبعد الانقلاب رقى القذافي نفسه إلى عقيد، وهو حاليا القائد الأعلى للقوات المسلحة في ليبيا منذ عام 1969.

نشأته و حياته الشخصية:

ولد معمر محمد عبد السلام أبو منيار القذافي في قرية جهنم قرب مدينة سرت، على مقربة من ساحل المتوسط و في منتصف المسافة بين بنغازي و طرابلس كبرى مدن ليبيا، بعثه أبوه للدراسة في مدينة سرت، و لم يعرف عنه إتمامه لدراسته بعد الابتدائية، إذ انتسب للجيش الليبي في سن مبكرة، وكان عمره حين قاد الانقلاب الذي أطاح بالملكية في ليبيا 27 عاما.
تزوج من فتحية خالد التي أنجبت ابنه البكر محمد القذافي، ثم طلقها و تزوج من صفية فركاش و التي أنجبت له 6 أبناء و بنتا هي عائشة القذافي، أما الأبناء فهم سيف الإسلام (والذي كان مرشحا لخلافة والده قبل اندلاع ثورة السابع عشر من شباط) ويليه الساعدي والمعتصم بالله وسيف العرب و هانيببال والخميس.
وبحسب إحدى البرقيات التي سربها موقع ويكليكس فإن القذافي يعتمد كليا في الفترة الأخيرة على ممرضته الأوكرانية الحسناء، و التي تلازمه في جميع أسفاره.

عائلة القذافي:

أغلب أبناء القذافي و أقرباؤه ينشطون في السياسة و “اللجان الشعبية” والتي تشكل ما يشبه الحزب الحاكم في ليبيا، فابنه سيف الإسلام رئيس مؤسسة “القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية” و يسيطر على عدد من وسائل الإعلام في ليبيا، و ابنه الساعدي هو مسؤول ملف الرياضة و الشباب، وكان لاعب كرة قدم محترف في الدوري الإيطالي، بينما ذاع صيت هانيبال إثر الحادثة التي أدت إلى توقيفه في سويسرا عام 2008 بعد ضربه لأحد خدمه، الأمر الذي أدى لقطع العلاقات بين ليبيا و سويسرا لنحو عام.
 
أفكاره السياسية و الاجتماعية :

لا يؤمن القذافي بالدولة المركزية، و لا بالأحزاب أو الديمقراطية، و طرح آراؤه حول آليات حكم الجمهور نفسه بنفسه مباشرة من خلال ما يعرف بـ “المؤتمرات الشعبية الأساسية” كأداة للتشريع و”اللجان الشعبية” كأداة للتنفيذ، و ضمن آراؤه و نظرياته  في “الكتاب الأخضر” و الذي ألفه في سبعينات القرن الماضي، و يشرح فيه رؤاه الاجتماعية و السياسية.
بدأ القذافي حياته قوميا عربيا، وبعد عدة مشاريع للوحدة مع دول عربية كمصر و تونس و السودان لم تكلل بالنجاح، أعلن “يأسه” من العرب، و اتجه صوب إفريقيا، و نصب نفسه لاحقا “ملكا لملوك أفريقيا”.

أبرز أحداث عصره:
اختطاف الإمام موسى الصدر، تفجير لوكربي، مجزرة أبو سليم، خطابه الأخير في الأمم المتحدة
شهد عصر القذافي و الذي ناهز الاثنين و الأربعين عاما العديد من الأحداث لا تزال تداعياتها ماثلة حتى الآن، كاختطاف رجل الدين اللبناني موسى الصدر عام 1978، والذي قدم إلى ليبيا للقاء الرئيس القذافي ولم يخرج منها، رغم ادعاء السلطات الليبية سفره إلى إيطاليا والتي أكدت عدم دخول الإمام الصدر أراضيها، و تفجير طائرة الخطوط الجوية الأمريكية البان أم فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية عام 1989 ما أدى لمقتل نحو 270 شخصا، وبعد إدانة ضابط المخابرات الليبي عبد الباسط المقرحي في التفجير دفعت الحكومة الليبية2.7 مليار دولار تعويضات لضحايا التفجير، و تم فيما بعد رفع الحصار الذي فرض على ليبيا جراء قضية لوكربي و برنامجها النووي والذي أعلن القذافي إلغاؤه طوعا بعد احتلال العراق عام 2003.
 
من أبرز الأحداث الأخرى التي شهدها عصر العقيد القذافي قضية الأطفال الليبيين المصابين بالإيدز جراء استخدام حقن ملوثة والذين يصل عددهم إلى قرابة الخمسمائة طفل، ومجزرة سجن أبو سليم عام 1996 إذ قتل نحو 1200 سجين و معتقل سياسي في سجن أبو سليم، و تم تشكيل لجنة تحقيق في الحادث لم تسفر عن أي نتائج، واشتهر خطاب القذافي الأخير في الأمم المتحدة عام 2009 و تم تحميله ومشاهدته آلاف المرات على مواقع التواصل الاجتماعي و موقع يوتيوب لملفات الفيديو، وقام القذافي في هذا الخطاب بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة ، ثم ألقى بنسخة من كتابه الأخضر على سكرتير عام الأمم المتحدة بان كي مون كادت تصيب وجهه.

الثورة:

في 17 شباط  2011، و بوحي و تأثير من الثورتين التونسية و المصرية، خرج الشعب الليبي في احتجاجات و مظاهرات مطالبة بالإصلاح من عدة مدن ليبية كان أبرزها في بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية، ولقمع الشعب استخدمت القوات المسلحة الليبية الرصاص الحي و الذخيرة الثقيلة، مما أدى بحسب وكالات الأنباء لمقتل مئات الليبيين، و ذكر التحالف الدولي لملاحقة مجرمي الحرب (إيكاوس) أن ضحايا “القمع الوحشي” لثورة الشعب الليبي هم 519 شهيد ونحو أربعة آلاف جريح و1500 مختطف وحالة اختفاء حتى تاريخ 21 شباط 2011, و استخدم النظام الليبي مرتزقة أفارقة لقتل المدنيين الليبيين، و تم إعدام عشرات الضباط الليبيين الذين رفضوا إطلاق الرصاص على أبناء شعبهم وفقا لوكالات الأنباء العالمية.
المصادر: موقع عين جو ,موقع ويكيليكس، ويكيبيديا العربية، ويكيبيديا الإنجليزية، الجزيرة.نت، BBC، التحالف الدولي لملاحقة مجرمي الحرب (إيكاوس) ، صحيفة الإنديبندنت البريطانية